وسائل وأساليب الرافضة في الدعوة إلى مذهبهم في "أفغانستان" وسبل مقاومتها - دراسة وصفية تحليلية

ملخص الرسالة

وسائل وأساليب الرافضة في الدعوة إلى مذهبهم في "أفغانستان"

وسبل مقاومتها

دراسة وصفية تحليلية

المقدمة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فإن المعارضين لدعوة الرسل عليهم السلام اتخذوا كل وسيلة للصد عن سبيل الله، قال تعالى ﴿ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ﴾ [الأنعام: 26], وقال تعالى ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [فصلت: 26], وقالوا لمن أرسل إليهم إنه ساحر أو مجنون أو كاهن ﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ﴾ [الطور: 30] ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 66], بل منهم من قتل الأنبياء ﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61], ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]، ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴾ [نوح: 22].

ومنهم من أنفق أموالا كثيرة للصد عن سبيل الله عز وجل ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36].

فالصراع بين الحق والباطل أمر قديم قدم الرسالات ولا يزال مستمرا ولكن العاقبة للمتقين ومن تلكم الطوائف المنتسبة للإسلام التي أنشأها اليهودي عبد الله بن سبأ[1], فهو أول من قال بفرض إمامة علي - رضي الله عنه - بالنص كذبا وزورا وبهتانا وأول من طعن في أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - -والعياذ بالله- وهكذا انتشرت هذه العقائد الفاسدة في كثير من البلدان وقد تسرب هذا المذهب في الآونة الأخيرة بقوة إلى أفغانستان؛ حيث بدأت الرافضة في استعمال كل وسيلة لنشر هذه العقيدة الهادمة للإسلام والمسلمين، فمن هنا أتت فكرة جمع الوسائل الدعوية للرافضة وسبل مقاومتها في أفغانستان، للسعي في بيان بطلان عقائدهم للمسلمين عامة وفي أفغانستان خاصة، وإقامة الحجة عليهم, قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 164].

أهمية الموضوع:

تظهر أهمية الموضوع مما يلي:

1- خطورة الرافضة، وحرصهم على نشر مذهبهم بشتى الوسائل في أفغانستان، فاحتيج لبيان حقيقة أمرهم.

2- قوة توغلهم وسيطرتهم في أفغانستان بعد احتلال الصهيوني الغربي، وتمكنهم من إقامة مراكز ونحوها لترويج مذهبهم.

3- ضرورة معرفة الوسائل والأساليب التي يستخدمونها في دعوتهم للوقوف أمامهم والتصدي لدعوتهم على الوجه المطلوب.

4- تنبيه الناس على مكر الرافضة وحيلهم، وسوء عقائدهم، ليحذروا منهم.

5- القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

6- الدعم الذي يتلقاه الرافضة في أفغانستان من الداخل والخارج، الذي جعلهم يغزون الناس بالأموال، ويقيمون المشروعات الدعوية وغيرها، لنشر الرفض والتشيع.

7- أهمية البرامج والدراسات الأكاديمية في التصدي للمدّ الرافضي.

تساؤلات البحث:

هذا البحث يهدف إلى الإجابة عن أسئلة كثيرة، ومن أهمها ما يلي ذكره:

1- هل يوجد للرافضة نشاط دعويُّ في أفغانستان؟

2- ما مدى خطورة المد الرافضي في أفغانستان في العهد القريب والبعيد؟

3_ ما مدى تأثر أهل المنطقة بمنكر الروافض هل رُفِضَ أو رُوِّجَ له أو وجد له قبولًا؟

4- ما أهم وسائل وأساليب الرافضة في دعوتهم إلى مذهبهم؟

أسباب اختيار البحث:

لا شك أن اختيار هذا الموضوع له دوافع، أجملها فيما يلي:

أولًا: قوة العلاقة التي تربط أفغانستان بإيران جغرافيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا؛ مما هو سبب في قوة تأثير دعوتهم في المنطقة.

ثانيًا: ضعف نسبة التعليم في أفغانستان فإنها نسبة ضئيلة مع كثرة انتشار الفرق الضالة في هذه البلاد؛ مما يجعل تأثير الرافضة بينهم أمرا ممكنًا عليه؛ وهذا يزيد أهمية التعرف على وسائلهم الدعوية وأساليبهم.

ثالثًا: ضعف اقتصاد دولة أفغانستان، مما يسهل على الرافضة استغلال ذلك، وسد جزء منه بأموال الخمس بقصد التوصل إلى نشر الرفض والتشيع بينهم.

رابعًا: لم أجد حسب اطلاعي بحثا في هذا الموضوع بخصوصه وإن كانت توجد بعض الكتابات حول وسائلهم وأساليبهم، مع كونها قليلة ومفرقة.

خامسًا: اعتناق بعض الطوائف من الشعب الأفغاني المذهب الشيعي في مختلف مدن أفغانستان ولاسيما الولايات المركزية مثل: كابول، وقندهار، وبلخ، وهراة، وباميان. وهذا من أسباب سهولة تواصل الرافضة مع الشعب الأفغاني.

سادسًا: أهمية التعرف على وسائل الرافضة في الدعوة إلى عقيدتهم في أفغانستان ليتمكن الدعاة من هدم وسائلهم وبيان خطرهم على المسلمين في أفغانستان.

سابعًا: رجاء الثواب والأجر العظيم؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "فو الله لأن يهدي الله بك رجلًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم"[2].

ثامنًا: كون الرافضة يتسمون بالمكر والخداع والكذب ولا يظهر ذلك لكثير من الدعاة فضلا عن عوام الناس فوجب بيانه للأمة حتى تكون على حذر منها.

تاسعًا: كوني من أفغانستان وأعرفهم عن قرب مما جعلني أدلي بدلوي لأبين للعالم الإسلامي مدى خطرهم ولأنقذ هذا البلد المكتوي بنارهم من مكائدهم.

عاشرًا: إن معرفة الشر ومعرفة سبل مقاومته من أعظم الجهاد في سبيل الله، لذا وجب بيان الباطل ورده، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة.

الدراسات السابقة:

لقد تصفحتُ فهرس الكتب والمؤلفات والبحوث والمواقع الإلكترونية فلم أجد أحدًا تناول موضوع وسائل الرافضة وأساليبهم في دعوتهم إلى مذهبهم في أفغانستان ببحثٍ مفصَّلٍ، إلا ما عثرتُ عليه من بحثٍ لا يتجاوز حجمه ثماني صفحات، تناول فيه الباحث بعض المناشط الدعوية للرافضة في أفغانستان، لكنه لا يتفق مع معايير البحث العلمي، مع إهماله لأكثر المناشط، وعدم تعرضه للأساليب أصلا، كما أنه لم يأت بحلولٍ تتناسب مع طبيعة البلد والشعب، وإمكانياتهم.

خطة البحث:

يحتوي هذا البحث على مقدمة، وتمهيد، وبابين وخاتمة وفهارس علمية.

المقدمة: تشتمل على أهمية الموضوع وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهجه.

التمهيد يشتمل على: تعريفات، ومدخل، وفيه ثلاثة مباحث.

المبحث الأول: التعريف بالوسائل والأساليب.

المبحث الثاني: التعريف بالرافضة، وبيان أهم عقائدهم، وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: التعريف الإجمالي بالرافضة.

المطلب الثاني: أصول الدين عند الرافضة.

المطلب الثالث: أصل شبه الرافضة في تشويه تاريخ الصحابة.

المطلب الرابع: العصمة عند الرافضة.

المطلب الخامس: التقية عند الرافضة.

المطلب السادس: الإمامة.

المبحث الثالث: التعريف بدولة أفغانستان.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: التعريف بأفغانستان، وبيان موقعها جغرافيا.

المطلب الثاني: دخول الإسلام إليها.

المطلب الثالث: ظهور التشيع، وبيان أثر الشيعة فيها.

الباب الأول: وسائل الرافضة في الدعوة إلى مذهبهم في أفغانستان، وسبل مقاومتها.

وفيه فصلان:

الفصل الأول: وسائل الرافضة في الدعوة إلى مذهبهم في أفغانستان.

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: الوسائل التعليمة والثقافية لدى الرافضة في أفغانستان.

وفيه ثمانية مطالب:

المطلب الأول: الجامعات.

المطلب الثاني: المدارس.

المطلب الثالث: المراكز والمؤسسات.

المطلب الرابع: المنح الدراسية.

المطلب الخامس: نشر كتب المذهب الرافضي بين الناس.

المطلب السادس: إقامة الدروس والمحاضرات.

المطلب السابع: استغلال موسم الحج، وغيره من المواسم.

المطلب الثامن: الحسينيات والحوزات العلمية.

المبحث الثاني: وسائل الرافضة الإعلامية في أفغانستان.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: الوسائل المرئية.

المطلب الثاني: الوسائل المسموعة، والدعاية الإعلامية.

المطلب الثالث: الوسائل المقروءة مثل الكتب، والصحف، والمجلات الدورية، والمنشورات.

المبحث الثالث: وسائل الرافضة الاجتماعية في الدعوة إلى مذهبهم في أفغانستان.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: رعاية وكفالة الأيتام.

المطلب الثاني: الرعاية الطبية.

المطلب الثالث: الإغاثة.

المطلب الرابع: الخدمات الإنسانية.

المبحث الرابع: وسائل الرافضة في استخدام قوتهم الاقتصادية للدعوة إلى مذهبهم في أفغانستان.

وفيه ثلاثة مطالب.

المطلب الأول: اتخاذ التجارة والزراعة وسيلة دعوية.

المطلب الثاني: الخمس.

المطلب الثالث: الإعانات من الخارج والداخل.

الفصل الثاني: سبل مقاومة وسائل الرافضة في الدعوة في أفغانستان، وجهود علماء أهل السنة في مقاومتها.

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: سبل مقاومة وسائل الرافضة في الدعوة إلى مذهبهم في أفغانستان

وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: سبل مقاومتهم التعليمة.

المطلب الثاني: سبل مقاومتهم في الدعوة.

المطلب الثالث: سبل مقاومتهم الإعلامية.

المطلب الرابع: سبل مقاومتهم الخدمية.

المطلب الخامس: سبل مقاومتهم الاقتصادية.

المبحث الثاني: جهود علماء أهل السنة في مقاومة الرافضة في أفغانستان.

وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: جهود علماء أهل السنة في مقاومتهم بالتأليف والمطويات.

المطلب الثاني: جهود علماء أهل السنة في مقاومتهم بالخطابة والموعظة.

المطلب الثالث: جهود علماء أهل السنة في مقاومتهم بالمناظرة والمقالات.

المطلب الرابع: جهود علماء أهل السنة في مقاومتهم بالقنوات الفضائية.

المطلب الخامس: جهود علماء أهل السنة في مقاومتهم بالمحاضرات والدروس.

الباب الثاني: أساليب الرافضة في الدعوة إلى مذهبهم في أفغانستان، وسبل مقاومتها، وفيه فصلان:

الفصل الأول: أساليب الرافضة في الدعوة إلى مذهبهم في أفغانستان.

وفيه تسعة مطالب:

المطلب الأول: أسلوب الخداع والمكر والخيانة والكذب، انطلاقا من التقية.

المطلب الثاني: استغلال الفقر، ودعم الناس بأموال الخمس ونحو ذلك.

المطلب الثالث: استغلال الجهل والأمية المنتشرة بين عامة الشعب الأفغاني.

المطلب الرابع: استغلال الاختلاف بين أهل السنة.

المطلب الخامس: إقامة المظاهرات والندوات للمجاهرة بعداء الغرب كذبا وزورا، واستغلال ذلك في كسب ثقة الشعب.

المطلب السادس: استغلال موسم الحج وغيره من المواسم.

المطلب السابع: استغلال وجود الاحتلال لترسيم المذهب الشيعي وبناء الحسينيات، ومحاولة منع بناء مراكز أهل السنة، والحجر على دعاة أهل السنة.

المطلب الثامن: عرض مظالم أهل البيت، وإقامة المآتم لإظهار ذلك.

المطلب التاسع: إثارة الشبه لتشكيك أهل السنة في مذهبهم، واستغلال ذلك في نشر التشيع.

الفصل الثاني: سبل مقاومة علماء أهل السنة لأساليب الرافضة في الدعوة إلى مذهبهم، وفيه تسعة مطالب:

المطلب الأول: الكشف عن حقيقة التقية في مذهب الرافضة، وآثارها مع الرد عليها.

المطلب الثاني: التنسيق مع الجهات الإسلامية الخيرية لسد حاجات الشعب الأفغاني.

المطلب الثالث: نشر العلم والمعرفة وذلك بإقامة المدارس والجامعات، ونشر الكتب والمطويات، والإكثار من الدروس والمحاضرات.

المطلب الرابع: بيان أن حصول الاختلاف بين أهل السنة أمر طبيعي وقديم، ولكنه ليس خلافا في الأصول، بخلاف نزاعهم مع الرافضة فإنه نزاعٌ في الأصول.

المطلب الخامس: بيان حكم المظاهرات والاعتصامات في الشرع.

المطلب السادس: الإكثار من دعاة أهل السنة وسط الحجاج الأفغان.

المطلب السابع: الاستمرار في الدعوة إلى مذهب أهل السنة ونشره بالحكمة والموعظة الحسنة.

المطلب الثامن: بيان موقف أهل السنة من قرابة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

المطلب التاسع: الكشف عن حقيقة شُبَه الروافض وتعريف الناس بها مع الرد عليها.

الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث، والتوصيات.

الفهارس العلمية اللازمة للاستفادة منها:

فهرس الآيات.

فهرس الأحاديث.

فهرس الأعلام.

فهرس المصادر والمراجع.

فهرس الموضوعات.

فهرس الموضوعات